ليلة الأحد 29 يونيو 2025، لن تمر كباقي الليالي في ميامي. فهناك، على أرض ملعب "هارد روك"، يترقب عشاق الكرة العالمية مواجهة تبدو للوهلة الأولى عادية، لكنها تحمل بين طياتها ما يتجاوز التوقعات.
ليست مجرد مباراة في ثمن نهائي كأس العالم للأندية، بل لقاء نادر يجمع بين ثقافتين كرويتين مختلفتين، وأساليب متناقضة داخل المستطيل الأخضر. ومع أن وصول الفريقين إلى هذا الدور لم يكن مفاجئًا في حد ذاته، فإن طريقة الوصول، وترتيب المجموعات، وتداخل الاحتمالات، أفضت إلى هذه اللحظة التي لم يتوقعها كثيرون.
فلامنغو، الذي اعتاد اللعب بنَفَس جماهيري مشحون وأداء يعتمد على القوة والفعالية، أنهى مجموعته متصدرًا دون هزيمة، بعد انتصارات مستحقة أمام الترجي وتشيلسي، وتعادل مع لوس أنجلوس في مباراة شهدت تغييرات كبيرة في التشكيل. ما قد يبدو عاديًا في ظاهر النتائج، يخفي وراءه فريقًا منظمًا لم تهتز شباكه سوى مرتين، وسمح بتسديدة واحدة فقط على مرماه خلال الدور الأول، في إشارة إلى انضباط دفاعي غير مألوف في الكرة اللاتينية.
المدرب فيليبي لويس، بقراءته الهادئة للمباريات، يبدو أنه نجح في غرس فلسفة جديدة داخل المجموعة، وهو ما يظهر في توازن الفريق بين الصبر والضغط، وبين الحذر والمبادرة.
وفي المقابل، يدخل بايرن ميونخ اللقاء وهو يعرف أن أي خطأ هنا قد لا يُغتفر. الفريق الألماني، ورغم بدايته النارية بالفوز العريض على أوكلاند ثم الانتصار على بوكا جونيورز، تعثر في الجولة الأخيرة أمام بنفيكا، فخسر بهدف وحيد، وتنازل عن صدارة المجموعة لصالح الفريق البرتغالي.
الخسارة، التي لم يكن يتوقعها حتى أكثر المتشائمين من جمهور البافاري، وضعت الفريق على طريق أصعب، قد يمر في المراحل المقبلة عبر باريس سان جيرمان، وربما فرق أكبر. المدرب فينسنت كومباني قرر إراحة تشكيلته الأساسية حينها، لكن قرار التدوير جاء بثمن، وقد يدفع الفريق ثمنه لاحقًا.
المواجهة أمام فلامنغو هي الأولى في التاريخ بين الفريقين، والأولى للفريق البرازيلي أمام نادٍ ألماني. وعلى الرغم من أن بايرن سبق له مواجهة كروزيرو في مناسبتين قاريتين، فإن الظروف الحالية تختلف تمامًا، خاصة مع تطور الكرة في أمريكا الجنوبية واندماجها بأساليب أوروبية أكثر مرونة.
الجماهير بدورها ستكون جزءًا من الحدث. فلامنغو كان صاحب أعلى حضور جماهيري في دور المجموعات، وتكرار هذا الحضور في "هارد روك" سيكون عامل ضغط لا يستهان به.
التشكيلات المتوقعة:
فلامنغو:
روسي؛ فرانكا، دانيلو، بيريرا، لوكاس؛ بولغار، جورجينيو، جيرسون؛ دي أراسكايتا، بلاتا، أروخو.
بايرن ميونخ:
نوير؛ لايمر، تاه، أوباميكانو، غيريرو؛ غوريتزكا، كيميش؛ أوليس، موسيالا، كومان؛ كين.
الرهان هنا لا يقتصر على بطاقة تأهل، بل يتعداه إلى إثبات الذات. ففلامنغو يسعى لتأكيد عودته كقوة قارية قادرة على هزيمة الكبار، بينما يعرف بايرن أن أي إخفاق في هذا الدور سيُعتبر إخفاقًا كبيرًا لفريق جاء للمنافسة لا للتجربة.
وفي نهاية المطاف، صدام ميامي بين الأحمرين قد لا يكون عادياً... وقد يحمل بداية حقيقية لتحوّل غير متوقّع في مسار البطولة.